ومضات إعلامية/ العدد 4

المعلم في قفص الإتهام

كثير من الطلاب يظهرون كرهاً شديداً لبعض المواد الدراسية , ولكن إن نظرنا للأمر من نواحي أخرى لم يفكر فيها الطالب نجد ان هناك العديد من الأسباب وأول هذه الأسباب (الأمور النفسية).. فالعامل النفسي عامل مهم جداً في الدراسة.. فالطالب إذا تقبل أي أمر نفسياً نجده يمارسه بهمة ونشاط وانفتاح ظاهرين وإن رفضه نفسياً نجده قد رفض هذا الأمر وعزف عنه كلياً..وللمعلم دور كبير في هذا الجانب النفسي..و في هذا العدد استطلعت ومضات إعلامية أراء العديد من الصغار من مدرسة الموارد للتعليم الأساسي ,تفاصيل هذا الاستطلاع في السطور التالية :


في البداية التقينا بـ الحسين بن علي الحربي (الصف الأول )أنا أحب المدرسة ,ولكني لا أحب مادة اللغة الإنجليزية لأنها ليست لغـتـنـا,ولا أحب مادة المهارات الموسيقية لأنها حرام ,أمي أوصتني بإغلاق أذني في حال سمعت نشيد تعليمي ويصاحبه موسيقى في مادتي اللغة الإنجليزية و مادة المهارات الموسقية.

و لم تؤيد مريم العامرية (الصف الأول ) , كلام الحسين فيما قال , فردّت عليه قائلة : أنا أحب المدرسة لأنها تكسبني الكثير من المهارات الجديدة كما هو الحال في مادة اللغة الإنجليزية و مادة المهارات الموسيقية ,و عندما أكبر سأكون معلمة موسيقى و سأعمل في مدرسة الموارد .



و عن سؤالنا عما إذا كان من الممكن أن يصبح معلما̋ أو لا , يقول الطالب محمد بن عبدالله الغزالي (الصف الرابع ):أحب الرياضيات و العلوم و أطمح لأن أكون جرّاح في المستقبل,ولا يمكن أن أصبح معلما̋ في يوما من الأيام,لأنّ روتين بعض المعلمات في التدريس,أصابني بالملل,ولا يشجعني على امتهان هذه المهنة.

و يضيف سالم بن راشد المهيري(الصف الثالث) :لا يمكن أن أكون يوما̋ من الأيام معلما̋ لانني لا أستطيع توصيل المادة للطلاب أبدا̋.أحب مادة اللغة الإنجليزية لأنها مهمة في حياتنا وسـتـعـيـنـنـي عندما أكبر و أصبح طيّار.

و لــ منار بنت ناصر الغزالية(الصف الثالث) كلمة قالت فيها : أحب المدرسة ولكني لا أحب الدراسة لأنها تثقل كاهلي من الواجبات المدرسية و تضعف قدرتي على التفكير بالأسئلة الصعبة كما في الرياضيات ,أحب حصة الكتابة في كتاب الخط العربي,لأنّي أرى موهبتي و إبداعي فيه.



و أخيرا̋ تتشاركان كوثر بنت راشد الحربية و أماني بنت حمد العامرية(الصف الرابع) في رأيهمــا:نحب مادة اللغة العربية لأنها مادة شاملة لجميع المهارات اللغوية التي نحتاجها في معظم المواد الأخرى,و المعلمة تشرح المادة بشكل جـيـد,أما بالنسبة للرياضيات فهي مادة صعبة ولا نحبها.

و للأخصائية الاجتماعية في مدرسة الموارد للتعليم الأساسي كلمة في هذا الموضوع فتقول: أعتقد بأنه ليس هناك كره للمادة إنما يوجد ملل أثناء الحصة, والسبب كما أراه أنّ بعض المعلمين لا يبدع في إعطاء الحصة وتكون الحصة روتينيه, تتغير المعلومات فقط ولكن الأسلوب نفسه ,فالروتين دائما ما يولد الشعور بالملل فيجب على المعلم توظيف أساليب التدريس بشكل جيد لتشويق الطلاب وكذلك بعض التغييرات الأخرى مثل تغيير شكل الجلسة داخل الصف و الاهتمام بالبيئة المكانية والبيئة النفسية , رفع الروح المعنوية لدى الطلاب وعدم الاستهانة بقدراتهم، ومنحهم الثقة بقدراتهم النفسية والعقلية,تنويع الأنشطة اللاصفية لكسر الروتين والملل الذي قد يشعر به الطالب أو الطالبة.و أنّ الإخلاص في العمل، والنية الصادقة في العطاء، يكوِّن لدى الطالب تصوراً بأن هذه المادة لابد من فهمها، ولا مجال للتقصير فيها بسبب جدية معلمها.استخدام الفكاهة والمزاح بحيث تكون الفكاهة متصلة بالمنهج، ولا يفتعلها المعلم افتعالا̋.و تضيف أخيرا̋: كما أنَّ المعلم يجب أن يكون من النماذج الإنسانية المهمة التي يقابلها الطالب في حياته اليومية، حيث يشارك في حلِّ المشاكل المختلفة التي يتعرض لها الطالب كي يحب المادة ويتقبلـها.


قال الله تعالى:(( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ))



كثير من الأحيان نضع حول طلابنا قيود تحدّ من انطلاقهم فكرياً وجسمياً وتحرمهم من اكتساب الخبرة عن طريق التجارب البريئة المباشرة وقد تجسدت هذه القيود أمام عيني عندما وضعتها لطلابي بدون قصد ...

ذهبت مع طلابي إلى نزهه تعليمية بجانب شاطئ البحر وقد أعددت لهم كل التجهيزات وقلت للطلاب بعد أن أنهينـا الدرس: خذوا حريتكم في اللعب والمرح ، وأردت أن ادرس سلوك طلابي في ذلك فقمت بتصويرهم غير مبالية بموقف و جودة و جمال الصورة .

وفي المساء بدأت باستعراض الصور و أتذكر مواقفها ، تفاجأت بعدد من الأوامر والنواهي والزجر والتهديدات والوعيد للطلاب..فتارة أنهاهم عن اللعب في البحر كي لا يغرقوا .وإذا خرجوا ولعبوا على الشاطئ زجرتهم عن اللعب بالطين حتى لا تتسخ ملابسهم، فيذهب الجميع الى الرمل الجاف فأناديهم بصوت غاضب لا تلعبوا بأماكن الغبار حفاظا على سلامه أعينهم,فجأة,وقفت بجواري طالبة تقول لي : نريد أن نرجع إلى المدرسة و بموافقة الجميع , دعوتهم إلى الدخول إلى الباص,معلنة نهاية الرحلة..

فعلا̋ كم منا يتعامل بنفس الأسلوب ونفس الكلمات خوفا على طلابنا و أولادنــا , دون النظر الى ما ينعكس عليهم من هذه التصرفات التي جعلتهم ينهون هذه النزهة بعد أن أصابهم الملل من تصرفاتي معهم .

نعم علينا أن نعيد النظر في حال تنزهنا مع طلابنا و أطفـالـنـا .....




للــتــمــيــز وقــفــة

المعلمة عائشة بنت سليم بن خميس الغزالية , هي إحدى هؤلاء الذين بذلوا كل غالي و نفيس من أجل خلق بيئة تعليمية تعلميه تساهم في الإبداع و التميز بشتى صور و أشكاله .الأستاذة عائشة معلمة مادة المهارات الحياتية بمدرسة الموارد للتعليم الأساسي, قطعت شوطا كبيرا في مجال التدريس تجاوز العقد و نصف العقد , ولا تزال المعلمة محبه لمهنتها,متطلعة إلى بذل المزيد من الجهد و العمل في سبيل تحقيق الرضا الذاتي لها أولا, و تقديم شي مفيد ثانيا ,بعد رضا الله سبحانه و تعالى بكل تأكيد .

تقول المعلمة عائشة : جاءت مادة المهارات الحياتية تكمل نواحي القصور المتعلقة بمادة التربية الأسرية سابقا , حيث ساهمت في تعليم الطالب عن كيفية التعامل مع متغيرات الحياة المحيطة به ,كما شملت على مواضيع متنوعة كالمخدرات و الإيدز و فن الحوار و تربية الأبناء و الوعي المروري و الملكية الفكرية و غيرها من الدروس المثرية .

قدمت المعلمة عائشة العديد من أوراق و ورش العمل ,من أحدثها , ورقة عمل عن انفلونزا H1N1 و تقوية الروابط الأسرية,كما شاركت في العديد من الملتقيات و الورش التدريبية,أحدثها, المفاهيم المرتبطة حول مرض الايدز.و من أهم مشاريعها,مشروع جهاز قاطع الفلين المستخدم في تصميم الوسائل التعليمية . وعلى مستوى المنطقة, حصلت المعلمة شهادة تميز للعام الدراسي 99 – 2000 م والعام الدراسي 2007 – 2008 م ,ولشهادات الشكر و التقدير نصيب من خلال مشاركاتها في العديد من الملتقيات و الورش التدريبية و المسابقات منها مسابقة النظافة و الصحة في البيئة المدرسية

على الجانب الأسري, فـ زوجها لا يبتعد كثيرا عن مـجالها المهني,فهو الفاضل/ خميس بن سلطان بن خميس الغزالي ,فني كهربائي في قسم المشاريع و الصيانة بالمديرية العامة للتربية و التعليم فالمنطقة الشرقية/جنوب.سر نجاحهما في حياتهم الأسرية هو فتح لغة الحوار مع أبنائهم,هذا ما قالته لي الأستاذة عائشة : تجاوبا بيني وبين أبنائي في جميع الأمور والقضايا الأسرية كبرت أم صغرت، نتشاور فيها فنقرر قرارا جماعيا، وبطبيعة الحال يكون رأي الوالدين رأيا ترجيحيا، وليس رأيا إلزاميا، إذ نحاول أن نقنع الأبناء بصلاحية هذا الرأي وأنه يفيدهم أكثر من رأيهم في المسألة، وبطبيعة الحال لا بد من أسلوب الإقناع مع الأبناء. ربما بالتوجيه عن بعد، فأنا لا أتدخل بأي شكل من الأشكال في شؤونهم، بل أسعى لأن أربي في أبنائي روح المسؤولية. مثلا إذا حصل أحدهم على مستوى دراسي جيد , أقول له هذا من جهدك، واستحققت هذه الدرجة، أما إن كانت المستوى الدراسي متدني , فأقول له أنت المسؤول عن هذا الوضع، ليبذل جهدا أكثر، ولا أعاقب أولادي على حصولهم على مستوى متدني مثلا، بل أسألهم عن الأسباب ونناقشها، ومع هذه المناقشة تتضح مسؤولياتهم أكثر فأكثر، ليعالجوا أسباب الفشل بأنفسهم ويتجاوزون الوضع نحو الأفضل..ولست من الذين يعاقبون الأبناء عند فشلهم الدراسي، فالعقاب غير مجدي، والطريقة التي أراها طريقة مثلى تتمثل في مناقشة أسباب الفشل ومكامن الإخفاق، ومواجهة الطفل أمام نفسه حتى يعاقب نفسه بنفسه. رسالة شكر توجهها الأستاذة عائشة لكل من ساندها و دعمها و شجعها لتكون عنصر بارز و فعّال في مجتمعها , من خلال إبراز كل ما لديها من خبرات ليستفد منها الآخرون .



posted under |
الصفحة الرئيسية

من أنا

صورتي
هي الحياة تتكلم, فأختر أي صوت تسمع منها و إن أردت النجاح فأنصت لهمس الأمل و بوح التفاؤل ونطق الإرادة و نبرة التحدي.و أحفظ سر أقوالها ليقودك نحو العمل و لتهنأ بالرضا و لتحمل معك سيوف العزم لتحارب به أعداء النجاح ولا تنسى أن وراءك كفاح فتسلح بالصبر !!

ـــــــــــــــــ

بحث هذه المدونة الإلكترونية


Recent Comments